تطورت الحجامة الشعبية إلى أن أصبحت اليوم علماً متشعباً له قواعد وأصول، وأنواع تختص بمجالات عدة من أبرزها الرياضة والجمال والوقاية من الأمراض.
وحول أنواع الحاجة وتخصصاتها، أوضحت خبيرة الحجامة بمركز رويال نعيمة المطاوعة أنها تمارس بطرائق مختلفة وبأسماء مختلفة منذ قديم الزمن، ومنذ أن كانت تسمى العلاج بالقرون، حيث كانت تستخدم قرون الحيوانات المجففة لعمل الحجامة قديماً ثم تطورت إلى العلاج بالكؤوس، إلى أن وصلت الحجامة الحديثة إلى عدد آخر من الأنواع والاستخدامات طبقاً لتطور العلم ولتطور الطب، وأيضاً مع تطور الشعوب التي تمارس عملية الحجامة، وقالت: “إن الطب الشعبي أو التقليدي يعد جزءاً من حضارة الشعوب يتطور بتطور هذه الشعوب”.
الحجامة الوقائية
وعرفت المطاوعة الحجامة الوقائية بأنها تجرى بهدف الوقاية من أمراض العصر المختلفة، وعلى رأسها أمراض القلب وتصلب الشرايين والجلطات وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والدهون الضارة وداء السكري، حيث تعمل على رفع كفاءة جهاز المناعة، ما يعطي الجسم قدرة أكبر على مكافحة أنواع مختلفة من العدوى البكتيرية والفيروسية، موضحةً أنه يمكن إجراؤها بشكل دوري مرة واحدة في العام، أو أكثر من ذلك، ويُراعى في الحجامة الوقائية أيام معلومة (وهي21،19،17 من الشهر الهجري)، ويتم تطبيقها في مواضع محددة، كما تُجرى وفق شروط خاصة بها.
الحجامة العلاجية
وحول الحجامة العلاجية أكدت المطاوعة أن لها دوراً في مواءمة الحالة النفسية، ورفع جهاز المناعة، والقضاء على الالتهابات المختلفة التي تصيب مختلف الأعضاء والأنسجة، وتساعد في القضاء على مشاكل صحية وأمراض مختلفة عديدة، مثل آلام الظهر والعنق والأكتاف، وكذلك برودة أو حرارة الجسم وتنميل الأطراف، والخمول والشعور بالتعب والإرهاق الدائم، والقلق والأرق واضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم والسكّر وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية والنقرس والعديد من الأمراض التي أثبتت الدراسات الحديثة جدوى الحجامة عليها.
الحجامة التجميلية
وأشارت الخبيرة إلى أن الحجامة التجميلية أو كاسات الهواء المتزحلقة هي خاصة بالوجه والرقبة، وتعد من أفضل عمليات التجميل الطبيعية الحديثة في العالم، مبينةً أنها حجامة آمنة بدون تشريط، وتعتمد على استخدام كاسات السيليكون الخاصة بالوجه، وهي تساهم في تجديد خلايا الوجه وصيانة البشرة وتعزيز قدرة امتصاص البشرة والوجه للسوائل الراكدة، وهو ما يقلل من ظهور حب الشباب والترهلات والانتفاخ المزمن في الوجه، كما أنها تحد من الخطوط والتجاعيد في الوجه، وتخفف الضغط عن البشرة، ما يجعلها قوية ونضرة، وتعمل على تعزيز الاسترخاء والقضاء على الهالات السوداء والنمش وزيادة نشاط الكولاجين.
وأوضحت أن المساج التجميلي يعتمد على إعادة نشاط تروية الدم للبشرة، ما يقلل من أعراض نقص التروية التي يظهر معها بقع الوجه، وقالت: “هناك العديد من المشاهير اللواتي اعتمدن التجميل بالحجامة التجميلية”.
الحجامة الرياضية
وقالت الخبيرة المطاوعة إن الحجامة الرياضية هي تقنين منظم لتطبيقات الحجامة مع الرياضيين باستخدامها في التأهيل وسرعة استعادة الشفاء، حيث تهدف إلى تحقيق الاستشفاء والاسترخاء، واستعادة الحيوية والمساعدة في المحافظة على القوة والمرونة.
وأكدت أثر الحجامة الرياضية على أداء الرياضي المحترف الذي يبني نفسه على مدة زمنية طويلة، ويعتمد لذلك على التدريب الفني المستمر ونظام غذائي متوازن ومدروس لبناء عضلاته وزيادة قدرتها وكفاءتها، وقالت إن الحجامة الرياضية تطورت في الآونة الأخيرة وتعددت أشكالها وأدواتها لتلبي حاجة الرياضيين، وذلك عن طريق المساعدة في التخلص من سمية كثير من الهرمونات والبروتينات التي يستخدمها الرياضيون عادة.
وأشارت إلى أن الحجامة الرياضية تعمل على زيادة كفاءة الدورة الدموية عن طريق التخلص من خلايا الدم الهرمة وتحسين التروية للعضلات، ما يسمح بزيادة حجمها وكفاءتها، وكذلك توسيع الأوعية الدموية وإرخاء العضلات عن طريق إفراز أكسيد النيتريك، ما يقلل من الإصابات العضلية الناتجة عن الاجهاد في أثناء التدريب وفي البطولات، وكذلك زيادة إفراز كل من هرمون السيروتونين والأنكيفالين والأندروفين، ما يساعد في تحسين الحالة المزاجية والتخفيف من التوتر ورفع عتبة الألم لدى الرياضيين، ما يعطي الرياضي قدرة تحمل أعلى، وزيادة كفاءة الدورة الدموية الصغرى ما يزيد قدرة خلايا الدم الحمراء على حمل كمية أكبر من الأكسجين، ما يقلل من مخاطر تكوين حمض اللبنيك (اللاكتيك أسيد) في أثناء وبعد الحصص التدريبية وذلك لزيادة سرعة الاستشفاء بعد الإصابات الرياضية.
وقالت إن الحجامة الجافة والدموية والحجامة التدليكية والحجامة المائية بأنواعها تعد أكثر أنواع الحجامة استخداماً في المجال الرياضي، وهناك العديد من المشاهير الرياضيين الذين اعتمدوا الحجامة الرياضية.
كتب: أيمن شكل